التحاليل المخبرية قبل حمية الكيتو
ينصح خبراء التغذية بإجراء مجموعة من التحاليل الطبية قبل البدء بحمية الكيتو كونها حمية غذائية منخفضة المحتوى بالكربوهيدرات، ويمكن متابعة هذه التحاليل خلال فترة اتباع الحمية أيضاً.
نتحدث في هذه المقالة عن التحاليل المطلوبة وعلاقتها بحمية الكيتو والتوقيت المناسب لإجرائها مع ذكر القيم الطبيعية للتحاليل.
يمكن تقسيم التحاليل الطبية المطلوب إجراؤها قبل البدء بحمية الكيتو حسب درجة أهميتها إلى قسمين وهما الاختبارات الأكثر أهمية والاختبارات الأقل أهمية ونتحدث عنها بالتفصيل.
أولاً: الاختبارات الأكثر أهمية
1-اختبار الخضاب السكري
يشير تحليل الخضاب السكري (الهيموغلوبين السكري) إلى متوسط السكر في الدم خلال الثلاثة أشهر الماضية من خلال تعداد جزيئات الجلوكوز المرتبطة بالهيموغلوبين الموجود داخل كريات الدم الحمراء ويحدد قدرة الجسم على التحكم بمستويات السكر في الدم.
يجرى الاختبار قبل البدء بالحمية، وإذا كانت النتيجة خارج الحدود الطبيعية يجب إعادة إجراء التحليل كل 3 أشهر.
تتراوح النتيجة الطبيعية للاختبار بين (4-5.6%) أما إذا كانت بين (5.7-6.4%) فهي تشير إلى حالة ما قبل الإصابة بمرض السكري في حين تؤكد الإصابة بالسكري إذا قيمة الخضاب السكري أكثر من 6.5%.
قد يكون الخضاب السكري مرتفعاً عند مرضى السكري ومرضى فقر الدم بعوز الحديد والمرضى الذين يعانون من عوز فيتامين ب 12 وحمض الفوليك، بينما يكون منخفضاً عند مرضى غسيل الكلية.
يطلب من الأشخاص الذين يتبعون حمية الكيتو إجراء اختبار الخضاب السكري كل 3 أشهر ليكون حافزاً لهم على متابعة الحمية حيث إذا كانت النتيجة منخفضة فهذا مؤشر إيجابي بينما إذا كانت النتيجة مرتفعة فهذا يشير إلى عدم التزامهم بالنظام الغذائي الخاص بالحمية.
يستفيد مرضى السكري الذين يعانون من قيمة مرتفعة من الخضاب السكري عند اتباعهم حمية الكيتو حيث يمكن أن تنخفض القيمة لديهم أو تصبح ثابتة إلى جانب إمكانية تخفيض جرعة الأدوية الخافضة للسكر التي يتناولونها.
2- اختبار السكر الصيامي
وهو تحليل شائع لتشخيص الإصابة بمرض السكري ومراقبة تراكيز السكر في الدم حيث يكون عادةً متوسط تركيز السكر في الدم بين 65-100 ملغ/دل.
يشير ارتفاع تركيز السكر فوق الحد الطبيعي بشكل متكرر إلى حدوث مرض السكري سواء من النمط الأول أو الثاني بينما قد تنخفض تراكيزه عن القيمة الطبيعية عند مدمني الكحول والذين يعانون من سوء التغذية ومن قصور الغدة الدرقية.
قد يكون تركيز السكر في الدم لدى الأشخاص الذين يتبعون حمية الكيتو منخفضاً مقارنةً بالأشخاص الذين يتناولون طعامهم اليومي المعتاد وهذا أمر طبيعي لأنّ الجسم يحتاج وقتها كميات أقل من الجلوكوز مع وجود الكيتونات في الجسم.
يكون عادةً تركيز السكر الصيامي بين 54-70 ملغ/دل عند اتباع حمية الكيتو لعدة أشهر ويمكن أن يصل إلى 100 ملغ/دل كحد أقصى.
يجب إجراء الاختبار صباحاً على الريق ويمكن أيضاً إجراؤه بعد ساعتين من تناول الطعام لمعرفة استجابة الجسم لمستويات الجلوكوز
3- اختبار الصيغة اللبيدية (كوليسترول وشحوم ثلاثية)
وهو عبارة عن تحليل يتم إجراؤه لمعرفة كمية الكوليسترول الكلي والكوليسترول الجيد HDL والكوليسترول الضار LDL والشحوم الثلاثية بهدف تقييم الحالة القلبية واتخاذ القرار المناسب بما يتعلق بصرف الأدوية الخافضة للشحوم.
يتم إجراء التحليل قبل البدء بحمية الكيتو وإعادته كل 6 أشهر، ولكن إذا ظهر لدى الشخص نتائج مرتفعة بدايةً (خاصة ارتفاع سويات LDL بعد البدء بالحمية فيجب إعادة التحليل كل 3 أشهر ثم كل 6 أشهر).
تكون القيم الطبيعية لهذا التحليل كما يلي:
§ الكوليسترول الكلي: أقل من 200 ملغ/دل
§ الكوليسترول الجيد: أكثر من 40 ملغ/دل للرجال وأكثر من 50 ملغ/دل للنساء
§ الكوليسترول الضار: أقل من 100 ملغ/دل عادةً
§ الشحوم الثلاثية: أقل من 150 ملغ/دل
يجب أن يصوم الشخص حوالي 12 ساعة قبل إجراء الاختبار، ووجدت الدراسات أنّ الأشخاص الذين يتبعون الحميات منخفضة الكربوهيدرات بما فيها حمية الكيتو سيلاحظون سويات منخفضة لديهم من الشحوم الثلاثية والتي تكون عادةً أقل من 100 ملغ/دل وقد تصل إلى 70 ملغ/دل وهذا مؤشر جيد.
تشير معظم الدراسات العلمية أيضاً إلى أنّ الأشخاص الذين يتبعون الحميات منخفضة الكربوهيدرات بما فيها حمية الكيتو لا تظهر في دمهم تراكيز مرتفعة من الكوليسترول الضار وترتفع لديهم تراكيز الكوليسترول الجيد في المقابل.
4- اختبار فيتامين ب 12
يفيد هذا الاختبار في تفسير أسباب حدوث التعب أو الأعراض الأخرى التي تظهر عند البدء بحمية الكيتو أو ما تسمى بظاهرة إنفلونزا الكيتو.
يعتبر فيتامين ب 12 ضرورياً لعمل الدماغ والأعصاب وكريات الدم الحمراء إلى جانب دوره في عمليات الاستقلاب التي تحدث في جميع خلايا الجسم خاصة عمليات اصطناع الحمض النووي والدهون الحمضية وإنتاج الطاقة.
يتم إجراء تحليل ب 12 قبل البدء بحمية الكيتو وخاصة للأشخاص النباتيين أو المرضى الذين خضعوا لعمليات قص المعدة، وإذا كانت النتيجة غير طبيعية يجب إعادة الاختبار كل 6 أشهر.
تتراوح قيم اختبار ب 12 الطبيعية بين (180-900 نانوغرام/ليتر) وتشير قيمه المنخفضة لاحتمال حدوث الداء الزلاقي وهو مرض مناعي ذاتي يعيق امتصاص الأغذية أو حدوث قصور غدة درقية أو حدوث الحمل.
يساعد فيتامين ب 12 على زيادة امتصاص الكيتونات في الجسم مما يشجع خسارة الوزن وإنتاج الطاقة والشعور بمزاج أفضل وتحسن النوم ومظهر البشرة.
عند تناول المصادر الحيوانية في حمية الكيتو مثل البيض والجبنة واللحوم لا يحدث عادةً انخفاض في تراكيز فيتامين ب12، ولكن يجب مراقبة سويات هذا الفيتامين عند الأشخاص النباتيين الرغبين باتباع حمية الكيتو.
5- اختبار البروتين التفاعلي CRP الدال على وجود التهاب
وهو تحليل ينفي أو يثبت وجود حالة التهابية في الجسم حيث يمكن أن يحدث الالتهاب كرد فعل لمكون معين موجود في الغذاء مثل الغلوتين أو السكر الصنعي المكرر.
يتم إجراء الاختبار قبل البدء بالحمية ثم إعادته كل 3-6 أشهر للمرضى الذين يعانون من حالة التهابية أو لديهم حساسية غذائية تجاه مكون غذائي ما وتتراوح قيمه الطبيعية بين 1-3 ملغ/ل حيث إذا كانت أقل من 1 ملغ/ل فهي تشير لخطورة منخفضة أما إذا كانت أكثر من 3 ملغ/ل فهي تشير إلى خطورة مرتفعة.
يُصنع بروتين CRP في الكبد كجزء من عمل الجهاز المناعي حيث يرتبط هذا البروتين بالخلايا الميتة من أجل أن يتم تنظيفها من قبل خلايا البالعات (إحدى أنواع الكريات البيض) فيتخلص منها الجسم، وبالتالي يجب أن يحافظ هذا البروتين على سويات طبيعية.
ترتفع تراكيز بروتين CRP عند مرضى التهاب المفاصل والفصال العظمي وأمراض المناعة الذاتية، بينما لوحظ انخفاض تراكيز هذا البروتين عند الأشخاص الذين يتبعون الحميات منخفضة الكربوهيدرات مثل حمية الكيتو.
إذاً يمكن القول أنّ أعراض الالتهاب كالألم والاحمرار والورم يمكن أن تخف عند الأشخاص الذين يتبعون حمية الكيتو.
ثانياً: الاختبارات الأقل أهمية
وهي الاختبارات التي يمكن إجراؤها سنوياً أو كل عدة سنوات لمراقبة الصحة العامة للجسم ومن الممكن عدم إجراءها قبل حمية الكيتو أي أنّها تحاليل اختيارية وتشمل:
1-اختبار الغدة الدرقية
يتضمن هذا الاختبار تحليل هرمون الغدة الدرقية والذي يجب أن تتراوح قيمته الطبيعية بين (0.35-5.5 µU/L أي ميكرو وحدة دولية في الليتر).
يجب إجراء الاختبار قبل البدء بحمية الكيتو خاصة بالنسبة للمرضى الذين لديهم تاريخ سابق في أمراض الغدة الدرقية أو يتناولون أدوية الغدة الدرقية ثم يتم إعادة التحيل كل 3 أشهر حتى ثبات قيمته ثم بشكل سنوي.
تتحسن عادةً أحوال مرضى قصور الغدة الدرقية عند اتباعهم حمية الكيتو حيث يمكن أن تنخفض جرعة الادوية التي يتناولونها بعد استشارة الطبيب.
2- اختبار هرمون الكورتيزول
تشير تراكيز هرمون الكورتيزول المرتفعة إلى وجود حالات شدة وتوتر مرتفعة لدى الشخص أو حدوث نشاط مفرط للغدة النخامية مما يسبب زيادة في الوزن.
تتراوح القيم المرجعية لهرمون الكورتيزول بين (10-20 ug/dl)، ويتحسن مزاج الشخص عادةً وتنخفض لديه سويات هرمون الكورتيزول عند اتباع حمية الكيتو.
3- اختبار حمض البول (تحليل اليوريك)
تعتبر تراكيز حمض البول عامل خطورة لحدوث مرض السكري وإنّ ارتفاع تراكيز هذا الحمض في البول بشكل مفرط تشير إلى الإصابة بمرض النقرس وحصيات الكلية.
تتأثر تراكيز حمض البول بنمط الحمية الغذائية حيث يمكن أن ترتفع تراكيز حمض البول بشكل مؤقت عند البدء بحمية الكيتو خلال الأسابيع الستة الأولى من الحمية مع الدخول في حالة من حرق الدهون ثم تعود لمستوياتها الطبيعية.
تتراوح القيم الطبيعية لحمض البول بين (4-8 ملغ/دل) وتكون عادةً منخفضة عند النساء مقارنةً بالرجال، ويتم إجراء الاختبار قبل البدء بالحمية ثم إعادته كل 6 أشهر خاصة لدى الأشخاص الذي لديهم تاريخ سابق بمرض النقرس.
4- اختبار معدن الصوديوم
قد يفسر تحليل الصوديوم في الدم حدوث التعب والتشنج العضلي والصداع مع البدء بحمية الكيتو لذا يمكن إجراء هذه التحليل قبل البدء بالحمية ثم إعادته كل 6 أشهر خاصة لدى مرضى الكلية.
تتراوح قيم الصوديوم الطبيعية بين (134- 144 ميلي مكافئ بالليتر) وإنّ انخفاضها مع بدء حمية الكيتو أمر طبيعي يشير لدخول الجسم في حالة الكيتو.
يوجد اختبارات أخرى يمكن إجراؤها مثل تعداد الصيغة العامة للدم وخمائر الكبد التي ترتفع عادةً في بداية حمية الكيتو ثم تعود لمستواها الطبيعي بالإضافة إلى اختبارات فيتامين د ومعدن المغنيزيوم وهذه كلها اختبارات اختيارية وليست ضرورية.
نؤكد في الختام أنّ اتباع حمية الكيتو كما لاحظنا يمكن أن يكون له تأثيراً إيجابياً على القيم المخبرية سواء للأشخاص الأصحاء أو المرضى وخاصة مرضى السكري أو الذين يعانون من ارتفاع الشحوم.
المصادر العلمية:
§ https://www.dietdoctor.com/low-carb/for-doctors/lab-tests
§ https://mysugarfreejourney.com/what-blood-tests-should-you-get-when-starting-a-ketogenic-diet/